egymoon Admin
عدد المساهمات : 318 تاريخ التسجيل : 02/04/2010 العمر : 39
| موضوع: الحافية السبت يونيو 19, 2010 10:46 pm | |
| بظهور أضواء المترو من بعيد يتململ الجالسون ويتحفز الواقفون على رصيف المحطة و يتجه كل منهم الى النقطة التي قدُر أنها مكان الباب عند توقف المترو. ويبدأ التدافع و التلاحم حتى أجد نفسي بدون أن أدري داخل العربة بعد أن كنت أبعد الواقفين عن الباب بآلية أذهب الى الباب الآخر - الذي لا ينفتح- على الأقل حتى أصل الى مقصدي و أفسح قليلاً لرجل بجانبي يحمل طفلته ذات السنوات الثلاث ينزلها بعد أن يسند ظهره ليتخلص من مشاكساتها له ، أتسلى بمشاهدتها تلهو حول أبيها الذي يمنعها من الابتعاد عنه ولو ذراع ، عيناه تقولان انها جوهرته ، معقوص شعرها في ذيل طويل ،وتشع من عينيها نضارة من لم يعرف ألماً بعد وتزين ثوبها وحذائها ورود منقوشة تشير الى منتصف المسافة بين البابين لترتطم عيناي بقدمين حافيتين جلد صار كنعل حذاء وأظافر كسرتها حجارة الأرض ، وللأعلى بنطال من قماش ذائب ، خيطت فيه بعض زهور من خيش تحاول إخفاء تمزقاته فقميص في ذات حال البنطال فوجه لونه كتراب الأرض قاس من كتر ما رأى وحفرت تجاعيد الهم نفسها حول زاوية الفم وعينان بلون الفيروز لا تنتميان لهذا الوجه تحيطهما الرموش كأنهما اخر ما تبقى لهذا الوجه تحيطهما الرموش كأنهما آخر ما تبقى لهذا الوجه من كنوز و إذ ترمش عيناي أرها حقاً لأول مرة طفلة ذات أربعة عشر ربيعاً أم خريفاً ؟ تلفت انتباهي يدها إذ تظهر من جانب جسدها الضامر لأرى بها غلا من معدن مع جذبة ذالك العظيم الجثة المرتدي الأسود لطرفه الآخر في يده ليمنعها من الابتعاد ولو ذراع و إذ تحاول هي إخفاء القيد في يدها يسمعها لفظاً من أقبح الألفاظ على الأرض لتظل يدها مشدودة اليه فتشيح بجهها الى الجانب لترى الطفلة الصغيرة وتلتقي عيون تتشابه لتخفض الصغيرة يدها الممدودة وتنسحب الى أبيها منكمشة قبل أن ترى في البحيرتين ابتسامة تختلط بدموع تجمدت منذ زمن وبخجل تبتسمان كلاهما ابتسامة صافية وأخرى تحدها التجاعيد ويتفتت الحجر في ملامح الوجه وتشرق في العينين شمس ضعيفة لكنها ترى لكن الصغيرة تعود فلا ترى غيرالقدمين الحافيتين فتسأل بلهجة تضحك - على ما بها من شفقة - "بابا هي ليه مش لابسة جزمة؟" فيرد أبوها بإشارة من يده على جانب رأسه لا تحمل الا معنى واحد واحدا"ً الجنون" وتراه الفتاة فيعود الصخر الى الوجه الصبوح وتظهر في العينين نار محبوسة ودموع تكاد تنساب في أخدودين جفا منذ زمن قديم وتحتضن الصغيرة ساق أبيها بقوة وتهرب آهة من الفتاة إذ جذبها عظيم الجثة إليه بعد خطوتين تحركتهما الى الصغيرة جاراً إياها وراءه إلى الباب مع اقتراب المحطة رافعاً في اليد الآخرى ملف أوراق كتب في منتصف الصفحة الأولى منه" محضر تشرد أيمن شمس
| |
|